مقتطفات من الديوان
من قصيدة ( المرأة والذات )
أنا ذاتُه..
مَن تاهَ
عن مَعبدِ الذاتِ
ولدتُ من مهدِ المماتِ
صغيراً كنتُ..
مقمطاً بحريرِ الشتاتِ..
أرضعُ علْقمَ الألمِ..
أمضغُ أصابعي الملوَّثة
بطينِ التماثيلِ
وأمضي ..
في السعيِ السحيقِ
إلى مدنٍ شخوصُها صقيع
غارقةٍ بينَ الجماجمِ
وصدأِ الآهاتِ..
عانقتُهم يوماً...
ورقصتُ عارياً
أمامَ فوهاتِ البنادقِ
تارة ً أحفرُ المكرَ في الخنادقِ
وطوراً تحتَ ظلِّ الندمِ الخانقِ..
أصلّي جماعةً صلاةَ القهرِ...
يدٌعلى نهدٍ
ويدٌ على كتفِ القبرِ
ظننتُ الحياةَ ودربَها
بقاعِ بحيرةِ اللّذّةِ جاثِمةً..
وصَفَعَني الربّ
بسَوطِ الرحمةِ
أيقظَني منْ غَفوةِ العَتَمَة...
نهضتُ من الرّمال..
ناصباً جبْهَتي قُبَالةَ الشمس
محطماً أصنامَ المظاهرِ وزَوبَعَةَ الأمس
لأرتشفَ حقيقةً كتمتُها دَهراً
لستُ أنا مَنْ يبيعُ أيامَهُ بدراهمِ الوهْم..
لستُ أنا مَنْ يُهدِرُ رجولتَهُ
في نَهرِ العُهْرِ...
ولا مِنْْ كأسٍ غدَا رفيقي..
إلا كأسَ الخلدِ..
أمزجُ الحِبرَ بالخَمْر
أعزفُ في الفجرِ على قِيثارةِ الحرف
ومساءً أنامُ على وسادةِ حُلُمِ الكُردِ
ابنُ ملكٍ أنا...
عرشُهُ أرضُهُ
حاشيتُهُ أبناؤُه
ابنُ فلاحٍ
يشحَذُ هِبَةَ الأرضِ..
ليُضِيءَ مِشْكَاةً
مِنْ غُصنِ زيتونٍ...
تحملُ أحرفَ اسْمي
ويزيِّنُ اسمي بوَهجِ اسمِهِ...
وأَزرعُ أمانةَ الأحرفِ في الأحفادِ
علمتُ قبلَ أنْ يمسّني الهذْيُ.
أنّ براكينَ الكونِ
ثوراتِه...
حروبَه
لا تسدُّ رَمَقَ الذات...
وأدركتُ قبلَ كلِّ البَشرِ
أنَّكِ حبيبتي...
لَظَى الحبِّ الآتي
بكِ ذاتي وكلُّ ملذّاتي...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق